تقرير عن مشروع الفلتر الازرق و الية عمله

زة-وطن-أحمد الشنباري: في معملٍ مختبري صغيرٍ بالكاد يحتوي على ما يحتاجه الباحث في عمله، نجح عبر تنقله بين أروقة المكان من التوصل إلى تقنيةٍ جديدة يمكن من خلالها معالجة المياه وتنقيتها عبر استخدام بذور النباتات.

"الفلتر الازرق" هو اسم المشروع الذي أطلقه الباحث في مجال البيئة والمياه صلاح الصادي، بعد أن اكتشف مشكلة المياه في غزة وارتفاع تركيز النترات فيها، وبجهوده المتواصلة استطاع النجاح بإمكانيات محلية.

يقول صلاح الصادي حول فكرة المشروع " جاءت فكرة مشروع الفلتر الازرق من خلال دراستي للماجستير في جامعة الأزهر، حيث وجدت خلال الدراسة أن قطاع غزة يعاني من إرتفاع نسبة تركيز النترات في المياه، ومن هنا بدأت البحث عن البديل لمعالجة المياه "
وأوضح الصادي أن الدراسات والأبحاث السابقة في معالجة المياه مُكلفة جداً وغير متوفرة في قطاع غزة، حيث بدأ البحث في معالجة المياه بطريقة صديقة للبيئة وكان التوجه لاستخدام بذور النباتات، ومن ثم تحديد بذور معينة من النباتات ذات جدوى اقتصادية وغير مكلفة.

وخلال عامٍ من البحث والاجتهاد نجحَ الصادي في التوصل إلى استخدام بذور معينة حققت نجاحاً عالياً في معالجة المياه، موضحاً ان بعض الآبار الزراعية في غزة وصلت فيها نسبة تركيز النترات إلى 600 ملغم حيث تخطت المستويات الدولية، وبهذا تكون سبباً في إنتشار الكثير من الأمراض.

وحول آلية معالجة المياه يقول صلاح " بذور النباتات تعمل مثل عمل المغناطيس حيث تقوم هذه البذور بالتقاط المواد الملوثة في المياه من خلال وضعها في فلاتر خاصة، ومن ثم تتم عملية فحص للمياه عبر جهاز خاص للتأكد من أن نسبة النترات وصلت إلى درجة مرضية ومطابقة للمعايير، ليتم بعد ذلك رفع الفلاتر."

وبيّن الصادي أن أهمية المشروع تكمُن في معالجة المياه بطريقة صديقة للبيئة، وذات جدوى إقتصادية منخفضة، بالإضافة إلى توفير كميات كبيرة من المياه لري النباتات خاصة بأن تنقية المياه لا تؤثر على كميتها.

وأكد الباحث الصادي إشادة خبراء مختصين بفكرتهِ من خلال الأبحاث التي أجريت على المستوى المحلي والدولي في مجال معالجة المياه عبر استخدام بذور النباتات، حيث أوصى الخبراء بضرورة العمل على تحسينها وتطويرها.

ويرى صلاح ان تكلفة الفحوصات والعينات مكلفة جداً وهي من أبرز الصعوبات التي واجهته، بالإضافة إلى عدم القدرة على امتلاك أجهزة ومعدات خاصة بالأبحاث،  طامحاً في إنشاء مختبر مركزي يهتم بكل الباحثين وتبني أفكارهم والعمل على تطويرها.